يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لـ حركة المقاومة الإسلامية حماس (Hamas)
يحيى إبراهيم حسن السنوار ولد فى (29 أكتوبر 1962) هو سياسي ومناضل ومجاهد فلسطيني، ورئيس المكتب السياسي لـ حركة حماس (Hamas) منذ 6 أغسطس 2024 بعد اغتيال إسماعيل هنية، وكان قبل ذلك رئيسًا لمكتبها السياسي في قطاع غزة منذ 13 فبراير 2017، وأحد مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس والذي سُمِّيَ جهاز الأمن والدعوة (مجد) عام 1985، وهو جهاز تخصص بملاحقة من اتهموا بالكفر او التجسس لصالح الاحتلال الصهيوني. يتسم بحسن القيادة والحنكة السياسية.
شقيقه هو القيادي في كتائب القسام محمد السنوار.في العام 1989، حكمت عليه إسرائيل من خلال المحكمة العسكرية في غزة، بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة و25 عام أخرى، بعد إدانته بقتل وتعذيب أربعة فلسطينيين أعتبرهم متعاونين، قضى منها 22 عامًا حتى إطلاق سراحه من بين 1027 آسير فلسطيني آخر في عملية تبادل أسرى عام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط.
تعتبر إسرائيل يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، وهو على رأس قائمتِها للمستهدفين خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023في مايو 2024، أعلن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، عن نيته التقدم بطلب للحصول على مذكرة اعتقال بحق السنوار، الى جانب اسماعيل هنية، ومحمد ضيف وبنيامين نتنياهو ويوأف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كجزء من تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين، في أعقاب هجوم السابع من اكتوبر 2023 الذي شنته حماس نحو منطقة غلاف غزة، وحرب “السيوف الحديدية” التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب ذلك.
نشأة وتعليم السنوار
وُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس، وتعود جذوره الأصلية إلى مجدل عسقلان المحتلة عام 1948، فاتخذ أهله من مخيم خان يونس مسكناً لهم. تنقل يحيى في مدارس مخيم خان يونس حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة، فحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، حيث عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أميناً للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبًا للرئيس، ثم رئيساً للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.
تأخر زواجه كثيراً بسبب أنشطته العسكرية واعتقاله الطويل، وبعد إطلاق سراحه في عام 2011، عقد قرانه على «سمر محمد أبو زمر صالحة» من مدينة غزة. وقد كان عقد قرانه يوم الاثنين (21 نوفمبر 2011 م)، في مسجد النور والإيمان بمنطقة المقوسي بمدينة غزة بعد صلاة العصر مباشرة.ولا توجد معلومات مؤكدة عن وجود اولاد له سوى ما ذكر ببعض المواقع الاخبارية عن وجود طفل واخرى قالت ثلاث أطفال بعد زواجه في 2011.
السنوار وحركة حماس
بعد الإفراج عن يحيى السنوار في صفقة شاليط عام 2011 عاد إلى مكانه قياديا بارزا في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي. فقد شغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، بصفته ممثلا للكتائب في المكتب السياسي لحماس. وكان السنوار قد أمر عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 بإجراء تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.
أدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 اسم السنوار على القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.في 13 فبراير 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.
وجاء اختيار السنوار رئيسا لحماس في غزة بانتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق القطاع المختلفة. واستكملت حماس انتخاباتها الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين لإنتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس 2017 وأعلن إسماعيل هنية خلفًا لخالد مشعل.
اعتبرت صحيفة الغارديان في مقال لها عام 2017 أن وصول السنوار لقيادة حماس سيضع حدًّا للمنافسة الداخلية في حماس بين الجناحَيْن السياسي والعسكري، ويُعيد تعريف سياسة الحركة، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها غزة. وأضافت الصحيفة البريطانية أن انتخاب السنوار جاء إشارة واضحة على أولوية غزة، إذ يرى الرجل في القطاع أولوية للنشاط السياسي والعسكري على خلاف النهج السابق الساعي للتقارب مع قيادة السلطة الفلسطينية.
في 16 مايو 2018، في إعلان غير متوقع على قناة الجزيرة، صرح السنوار أن حماس ستتبع “المقاومة الشعبية السلمية” مما يفتح احتمال أن تلعب حماس، التي تعتبرها العديد من الدول منظمة إرهابية، دورًا في المفاوضات مع إسرائيل.
وقبل ذلك بأسبوع كان قد شجع سكان غزة على كسر الحصار الإسرائيلي، قائلاً: “إننا نفضل أن نموت شهداء على أن نموت قهراً وإذلالاً”، مضيفاً: “نحن مستعدون للموت، وسيموت معنا عشرات الآلاف”.وفي مارس 2021، تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات رئيسًا لفرع حماس في غزة في انتخابات أجريت سرًا.
وهو المسؤول الأعلى رتبة في حماس في غزة والحاكم الفعلي لغزة، وكذلك ثاني أقوى عضو في حماس بعد إسماعيل هنية حينها.في 15 مايو 2021، أفادت التقارير أن غارة جوية إسرائيلية أصابت منزل زعيم حماس، ولم تكن هناك تفاصيل فورية عن أي وفيات أو جرحى.
ووقعت الغارة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط توتر متزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفي الأسبوع التالي، ظهر علنًا أربع مرات على الأقل. وكان أوضحها وجرأتها ما جاء في مؤتمر صحفي يوم 27 مايو/أيار 2021، عندما ذكر (على الهواء) أنه سيعود إلى منزله بعد المؤتمر الصحفي (سيراً على الأقدام)، ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لاتخاذ قرار الاغتيال عليه خلال الـ 60 دقيقة التالية حتى يصل إلى منزله.
وأمضى يحيى السنوار الساعة التالية وهو يتجول في شوارع غزة ويلتقط صورًا ذاتية مع الجمهور. بعد ثلاثة أسابيع من الصراع في الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2023، اقترح إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين في الصراع.
السنوار تأسيس جهاز مجد
في الثمانينيات كان رأي السنوار القيادي الفلسطيني أن كسر الاحتلال لن يتم إلا بالقضاء على جميع أدواته، منها العملاء والجواسيس. واقترح السنوار على الشيخ أحمد ياسين وقتها بعض الأفكار التي من شأنها تعزيز الجانب الأمني للمقاومة، وأبرزها تأسيس جهاز الأمن والدعوة “مجد”، الذي تولَّى الملفات الأمنية الداخلية.
وتمكَّن السنوار حينها من قيادة مجموعة من الكوادر الأمنية وتتبُّع عدد من العملاء الذين عملوا لصالح إسرائيل، وتحول لاحقا “جهاز مجد” نواة أولى لتأسيس النظام الأمني الداخلي لحماس، وصار دورها بجانب إجراء التحقيقات مع عملاء إسرائيل هو اقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.
تاريخ الإعتقال والسجن
الاعتقالات
- كانت أول تجربة اعتقال للسنوار عام 1982، وأبقته قوات الاحتلال الإسرائيلي رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر.
- عام 1985 اعتقل مجددا ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم «مجد».
- عام 1988، اعتقل السنوار مجددا وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات. بعد أن وُجِّهَت له تُهم تتعلَّق بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عُرَف باسم “المجاهدون الفلسطينيون.
- أفرج عن السنوار عام 2011 خلال صفقة “وفاء الأحرار” مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحماس سنة 2012، وفاز حينها بعضوية المكتب السياسي للحركة، كما تولَّى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري لكتائب عز الدين القسام.
السجن
خلال سنوات السجن كان السنوار متابعا للمجتمع الإسرائيلي، وواظب على متابعة ما صدر في الإعلام العبري باستمرار، كما اطلع على الكثير من الدراسات المكتوبة بالعبرية التي تناولت الوضع الداخلي الإسرائيلي، وهو ما انعكس كثيرا على أسلوبه وتعاطيه مع مجتمع الاحتلال. كما أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس المسجونين، كما أمضى ساعات في التحدث مع الإسرائيليين، وتعلم ثقافتهم و”كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية”، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية للصحيفة، وقد نشر السنوار في سجنه في ديسمبر عام 2004 رواية باسم (الشوك والقرنفل) تصور الواقع الفلسطيني من وقت نكسة 1967 حتى بداية الانتفاضة الثانية عام 2000.
السنوار و طوفان الأقصى
بعد ثلاثة أسابيع من الصراع في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس عام 2023، اقترح السنوار في أعقاب عملية طوفان الأقصى إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المختطفين في الصراع، إلا أن نتنياهو ومجلس الحرب الاسرائيلي رفض العرض مرارا قبل أن يتراجع ويقبل بصفقة تبادل جزئية بداية شهر ديسمبر 2023، نتج عنها وقف لاطلاق النار لمدة أربع ايام، إطلاق سراح 240 أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، بمقابل اطلاق سراح 105 مدنيين إسرائيليين والسماح بإدخال المساعدات الانسانية والوقود الى قطاع غزة، من بعدها أستأنفت الحرب. تعتقد السلطات العسكرية الإسرائيلية أن السنوار موجود تحت الأرض في خان يونس مع محمد ضيف ومروان عيسى.
إعتيال الشهيد يحي السنوار
في 17 أكتوبر 2024، قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إنهما يبحثان ما إذا كان السنوار من بين ثلاثة أفراد قُتلوا في عملية في غزة جرت في اليوم السابق، على الرغم من عدم إصدار إسرائيل أو حماس أي تأكيد رسمي. عثر جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يحققون في غارة على أعضاء حماس على جثة تشبه إلى حد كبير السنوار وتم جمع عينة من الحمض النووي. بعد ذلك في وقت لاحق أكد الجيش الإسرائيلي من خلال تحليل الحمض النووي أن السنوار استشهد قبل يوم واحد في غزة خلال تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي.
وقالت شرطة إسرائيل في بيان إن الجثة تطابق سجلات الأسنان وبصمات الأصابع للسنوار. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن وفاة السنوار تمثل بداية عصر جديد بدون حكم حماس على غزة.في 18 أكتوبر 2024 أكّد باسم نعيم أحد أعضاء حركة حماس في بيان مقتل رئيس الحركة يحيى السنوار في غزة، ونعاه عضو المكتب السياسي خليل الحية في كلمة مرئية مسجّلة ظهر ذلك اليوم.
ليست هناك تعليقات: