بلال أردوغان رجل أعمال وخبير اقتصادي تركي
بلال أردوغان رجل أعمال تركي وابن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولد عام 1981، وتلقى تعليمه العالي في الولايات المتحدة الأميركية، ثم عاد إلى بلاده وأسس وشارك في مؤسسات وشركات تركية عدة، أبرزها شركة “بي إم زد للشحن البحري والإنشاءات”، إلى جانب اهتمامه بالمجال العلمي والثقافي، إذ ترأس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية، وانضم عضوا في مجلس أمناء مؤسسات عدة.
المولد والنشأة
ولد نجم الدين بلال أردوغان يوم 23 أبريل 1981، وهو الابن الثاني للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزوجته أمينة، له 3 أشقاء، هم براق وسمية وإسراء.
نشأ بلال وسط مجتمع متحفظ تجاه التعليم الغربي، ومثّل جزءا من الجيل الجديد من الشباب المحافظين في تركيا، ومع ذلك كبر منفتحا على الثقافة الغربية، وكان حريصا على فهم الغرب ودراسته اجتماعيا، دون أن يفقد هويته الإسلامية.
تزوج من ريان أوزونر يوم 28 سبتمبر 2004، وأنجبا 3 أبناء، وشهد زواجه كل من رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك سيلفيو برلسكوني ورئيس الوزراء الألباني فاتوس نانو.
الدراسة والتكوين العلمي
درس المرحلة الثانوية بمدرسة “كارتال الأناضول-الإمام خطيب”، وتخرج فيها عام 1999، وهي مدرسة تجمع بين تعليم “الأناضول الثانوية” التي تستهدف الطلبة المتفوقين وتؤهلهم للدراسة الجامعية ومناهج مدارس “الإمام خطيب” التي تهدف إلى تخريج الأئمة والدعاة.
وتشتهر مدرسته بتوجه إسلامي تسعى إلى ربطه بالسياسة والديمقراطية والحياة الاجتماعية الفكرية، وساهمت في تكوين كادر عمل على إنشاء “تركيا الحديثة” بداية الألفية.
انتقل بلال إلى الولايات المتحدة الأميركية لإكمال دراسته الجامعية، وذلك في فترة سياسية حرجة كانت تمر بها تركيا تمثلت في الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين قاد إلى انقلاب “ما بعد الحداثة” الذي تزعمه العلمانيون عام 1997، وعلى إثره برزت الأحزاب السياسية الإسلامية وتشكل حزب العدالة والتنمية التركي الذي تزعمه والده.
التحق بجامعة إنديانا في بلومنغتون، وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد عام 2002 بامتياز، وحصلت أطروحته عن “السياسة الخارجية التركية بشأن قبرص” على مرتبة الشرف.
وعام 2004 حصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من كلية كينيدي بجامعة هارفارد في مدينة كامبردج، وأنجز قراءة بحثية عن اختيار المدارس في تركيا.
تابع بلال بعدها دراساته العليا في العلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز بواشنطن وبولونيا، وكانت أطروحته للدكتوراه عن “نموذج التنمية التركي”، واجتاز الامتحانات الشاملة في الدراسات الأوروبية، الاقتصاد السياسي الدولي، والسياسة الخارجية الأميركية.
عمل بلال مساعدا في جامعة جونز هوبكنز ومركز وودرو ويلسون في فترات مختلفة وزميلا في برنامج جورج إل. أبرنثي.
وإضافة إلى إتقانه اللغة الإنجليزية يتحدث بلال أردوغان اللغات العربية والفرنسية والإيطالية.
التجربة المهنية
بدأ بلال تجربته المهنية متدربا في البنك الدولي في واشنطن بعد حصوله على الماجستير عام 2004، وأنجز أعمالا تحليلية عن قضايا الإدارة المقارنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعمل أيضا أثناء تدريبه في البنك الدولي على مراجعة الإنفاق العام لقطاعي التعليم والصحة، وتقييم مستويات المعيشة في بلدان مثل كرواتيا ولاتفيا والجمهورية السلوفاكية واليمن والضفة الغربية وغزة ومصر.
وعمل باحثا في معهد بروكينغز أحد أبرز مراكز الأبحاث في واشنطن، والتحق في صيف 2003 بقسم البحوث والتخطيط في وزارة التعليم بالعاصمة التركية أنقرة، وعمل محللا للسياسيات، وقاد أول دراسة تحليلية شاملة حول التكلفة/الفائدة في التعليم الثانوي لتقديم المشورة بشأن تمويل المشاريع العامة للتعليم الخاص.
التجربة التجارية
عام 2005 حصل على رهن عقاري في ولاية ميريلاند قرب واشنطن واشترى شقة بمبلغ 261.5 ألف دولار، وعام 2006 خطا أولى خطواته في عالم التجارة وصار شريكا مع زوجة شقيقه براق في شركة أتاغولد واشترى 50% من الأسهم.
ودخل مجال صناعة مستحضرات التجميل عام 2008، واشترى 25% من الأسهم في شركة “ماي للتجارة الخارجية المحدودة” المختصة في استيراد وتوزيع مستحضرات التجميل.
عام 2009 التحق بالخدمة العسكرية، وخدم في فوج 58 في بوردر 21 يوما، وبعد إنهائه خدمته العسكرية دخل في شراكة مع “شركة دوروك إيزغارا المحدودة” التي تعمل في مجال المخابز وخدمات الطعام والسياحة، وامتلك فيها 40% من الأسهم.
عام 2013 دخل بلال أردوغان مجال الشحن البحري مثل شقيقه براق، وأسس شركة “بي إم زد للشحن البحري والإنشاءات” بالشراكة مع عمه مصطفى أردوغان وصهره زيا إلجين وبرأس مال قدره 3 ملايين ليرة تركية، وأطلقت هذه الشركة سفنا عدة استخدمت في مجالات مختلفة، منها نقل النفط.
واشترى أيضا أسهما في شركة تختص في صناعة صابون الفواكه العطري، ونجحت هذه الشركة في التوسع والتمدد حتى وصلت الولايات المتحدة الأميركية وفتحت فرعا لها هناك.
عام 2009 التحق بالخدمة العسكرية، وخدم في فوج 58 في بوردر 21 يوما، وبعد إنهائه خدمته العسكرية دخل في شراكة مع “شركة دوروك إيزغارا المحدودة” التي تعمل في مجال المخابز وخدمات الطعام والسياحة، وامتلك فيها 40% من الأسهم.
عام 2013 دخل بلال أردوغان مجال الشحن البحري مثل شقيقه براق، وأسس شركة “بي إم زد للشحن البحري والإنشاءات” بالشراكة مع عمه مصطفى أردوغان وصهره زيا إلجين وبرأس مال قدره 3 ملايين ليرة تركية، وأطلقت هذه الشركة سفنا عدة استخدمت في مجالات مختلفة، منها نقل النفط.
واشترى أيضا أسهما في شركة تختص في صناعة صابون الفواكه العطري، ونجحت هذه الشركة في التوسع والتمدد حتى وصلت الولايات المتحدة الأميركية وفتحت فرعا لها هناك.
المجال العلمي والاجتماعي
كان بلال مهتما بالعمل في مجال التعليم ودعمه، إضافة إلى العمل الخيري والأنشطة الطلابية عموما، فقاد عددا من المبادرات التعاونية لتحسين البنية التحتية وجودة التعليم في المدارس الثانوية، وخصّ بها مدارس “الإمام خطيب” التي هُمشت منذ انقلاب عام 1997.
وهدف خريج مدارس “الإمام خطيب” من مشاريعه في خدمة هذا النوع من المدارس -الذي يجمع بين العلوم الإسلامية والعلوم الحديثة- إلى تقوية الثقة بمناهجها وشهاداتها، وطمأنة عائلات الطلاب على المستوى المقدم منها.
وتهتم عائلة أردوغان عموما بهذه المدارس لأنها تعدها العمود الفقري لنهضة تركيا الفكرية المستقبلية التي يمكن أن تجمع بين القيم الإسلامية المعتدلة والعلم الحديث والديمقراطية والتنمية.
اهتمام بلال بتطوير هذه المدارس جعله تحت دائرة اتهامات المعارضة التي اعتبرت أن مدارس “الإمام خطيب” أصبحت “وسيلة وساحة خلفية لترويج أفكار حزب العدالة والتنمية للسيطرة على المجتمع من خلال التعليم الديني”، وأن الحزب يستخدمها أداة سياسية لصالحه.
اتهامات
أجرى ممثلو ادعاء إيطاليون تحقيقا بشأن قضية غسيل أموال اشتبه فيها بتورط بلال في جلب أموال إلى تركيا دون الإعلان عن ذلك، لكنهم أسقطوا القضية “بسبب نقص الأدلة”، ونفى ابن أردوغان تلك الاتهامات.
وزعمت روسيا عام 2022 أن لديها أدلة تربط بين بلال وشبكة تجارة نفطية تتاجر بالنفط عند الحدود التركية السورية بتنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية، لكن موسكو رفضت الكشف عن أدلتها، في حين نفى بلال هذه الاتهامات.
ورفع حزب التحرير الشعبي في تركيا دعوى قضائية عام 2021 ضد بلال باعتباره أحد مؤسسي وقف “توجفا” بتهمة استغلال النفوذ، وسربت وثائق ادعت فيها استعمال الوقف لخدمة مصالح أشخاص مقربين من الحكومة التركية.
بلال أردوغان واللاجئون السوريون
وفي سبتمبر/أيلول 2024 وأثناء إحدى فعاليات مهرجان الاتحاد الدولي للرياضات التقليدية دافع بلال أردوغان عن اللاجئين السوريين في تركيا، معتبرا أن معدل الجرائم بينهم أقل مقارنة بالمواطنين الأتراك، وأنهم أكثر حذرا في تجنب الأنشطة غير القانونية لأن ارتكاب أي جريمة قد يؤدي لترحيلهم إلى بلدهم.
واتهم بلال بعض الأطراف بـ”استغلال قضية اللاجئين لإثارة الفتنة”، قائلا إن “هناك من يحاول تقسيم الناس وزرع الكراهية بينهم لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصلحة البلد، فقط من أجل رفع نسبة التأييد بـ1 أو 2%”.
وأضاف “بصفتي خبيرا اقتصاديا أؤكد أن الدول عادة ما تحقق مكاسب اقتصادية على المدى المتوسط بفضل وجود اللاجئين بشرط إدارة الأمور بشكل سليم”.
وردا على تصريحاته قال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال “السيد بلال، إن كان السوريون سيبقون فإننا سنبدأ بالتخلص من حكومة والدك أولا، ثم إعادة السوريين إلى وطنهم”.
المناصب والمسؤوليات
تولى بلال أردوغان مناصب، من أبرزها:
- رئيس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية.
- عضو مجلس الأمناء لمؤسسة البروفيسور فؤاد سزغين للبحث العلمي.
- عضو مجلس الأمناء بمؤسسة الرماة (أوكلار).
- نائب رئيس مجلس أمناء جامعة ابن خلدون.
- رئيس مجلس أمناء مؤسسة نشر العلم “إلم يايما”.
- عضو في المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة شباب تركيا.
- عضو في مجلس إدارة مؤسسة “خدمة الشباب والتعليم التركية” التي تشرف على عدد من المشاريع التعليمية.
- أسس “مدارس باليت مونتيسوري” التي تعتمد طريقة تعليمية تركز على تطوير استقلالية الأطفال من خلال الأنشطة التفاعلية والتعلم التجريبي، وتجمع بين القيم التقليدية والتقنيات الحديثة.
ليست هناك تعليقات: